الخميس واجتماع العاشرة
- Writer Shifa

- 21 مايو 2021
- 1 دقيقة قراءة
رسالة إلى جدتي الراحلة على لسان حفيدتها الطفلة
السلامُ على روحكِ النائمة طويلا، على قلبكِ الطيب الذي لم يُلوث بدنس الدنيا، على وجهكِ النيِّر، على ابتسامتك، والسلام أيضا على قلوبنا المنكسرة، أما بعد يا جدة
فـأيام الشتاء عادت، الليالي الباردة، ليلة الخميس ووقْعُ الحكايات الدافئة، مساء العائلة واجتماع العاشرة، ليلة السمر التي تحلو بقربك، لهفة انتظار قصصك العتيقة من الزمن الراحل القديم ، بالكِ الطويل وصبرك على مشاكسات أحفادكِ،
عادت أيام ارتداء المعاطف الثقيلة، بلا قصص دافئة على حضنك الحنون، رحلتِ ورحلت حكايات عطلة الأسبوع، فُقِدت لذة الخميس والسمر على نور القمر..
واليوم حفيدتكِ تكتبكِ كـنص حزين، كـقصة العاشرة والتي كنَّا ننتظرها قبل المنام بصوتكِ الناعم ولمسة حنانكِ المختلفة،
اجتماع العاشرة يا جدتي، كان يرسم لنا الابتسامة بعد يوم مرهق، كنَّا نبتهج، تُجسدين القصة ونتخيل معكِ كثيرا، نعش تفاصيلها كأنها واقع أمام أعيننا..
ولكن، هل يعود الزمن ويرسم لنا لقاء أخير آخر!
أمنيات أخرى، سعادة على هيئة أقصوصة، وتصفيق حار بعد كل نهاية سعيدة! ثم قبلة على يدكِ ونوم على حضنك!
كنتُ قد أخبرتكِ أنني أكره طقوس الوداع، وبين كل الوداعات يا جدة، كان وداعكِ الأشد وقعا على قلبي، أنتِ - يا قلب حفيدتكِ- جميع الابتهالات في جوف الليل، أنتِ جميع الذكريات اللامنسية، أنتِ ركن البيت الذي هُدّت أركانه برحيلك..
أشتاقكِ جدا وأحبكِ منذ أول قبلة منكِ على جبيني وحتى اليوم وإلى الغد والمستقبل المجهول.
رحلتِ ولم أستطع أبدا أن أوصيكِ ألا ترحلي ولكن هذه رسالة الوداع الأخيرة التي لن تصل إليك..
طاب مرقدكِ..

تعليقات