الولادة الأولى
- Writer Shifa
- 31 يناير 2022
- 2 دقيقة قراءة
الثاني عشر من رمضان
الحادي والثلاثون من كانون الأول
يوم الخميس
الخامسة والربع مساءً
الولادة الأولى
ولم تكن الأخيرة
تلتها ولادات الأيام التي أنجبتني لمرات عديدة..!
إليّ، إلى نفسي التي لطالما كففتُ عن الكتابة إليها، للمرة الأولى التي أكتبُ فيها لروحي وأخط حبر مشاعري في رسالة مهداة مني إليَّ...
أكتبُ وأنا على عتبة نهاية العام وأجد قلبي شاكرا، محبا، ممتنا لكل الأيام وإن لم تكن سعيدة، لكل اللحظات وإن لم تكن جميعها مرضية، لكل العابرين، الأصدقاء والأحبة، أجد قلبي يفيض من الحب لكل الأعزاء الذين أسدلوا الستار عن عواطفهم مخرجين بذلك أعذب الكلمات وألطف التهنئات من رحيق مشاعرهم إلى قلبي الذي يحمل إليهم من الحب أعظمه، سعيدة لكل أولئك المهتمين لأبسط تفاصيلي، ليوم ولادتي ولكل ما تُحب شفاء، مبتهجة لأنني رأيتُ شفاء بأعينهم وكيف أن المرء لا يلحظ تفاصيل روحه لولا الأعزاء على قلبه..
لأنا العظيمة..!
العظمة التي إعتقدتُ لأعوام مديدة أنها مرتبطة بالالهام، بالإنجاز، بترك الأثر، وبالعطاء اللامحدود..
العظمة في عامي هذا تعني حضني الذي بكى عليه مَن يَعز علي بكاؤهم، تعني إلي كتفي الذي استند عليه من أُحب، تعني قلبي الذي احتوى كدر الأصحاب، تعني ابتسامتي في بهجة الأحباب، تعني قول أختي التي تكبرني بأعوام:" أحب أستشيرك، صح أنتِ أصغرنا لكن عقلك كبير"، والأخرى حين قالت:"صح إنك كفو عند الشدائد" والتي تكبرها لا تكف عن ترديد عبارات الفخر على مسامعي، تعني أخي حين قال:"أنتِ أحسن أخت في الكون"، والآخر حين قال:" أثق بك لدرجة أنني لا أتردد في إخبارك أي شي"، تعني مقاطعة صديقي إلي وأنا أتحدث:" والله شفاء أنتِ درر"، تعني قول صديقي العزيز:" وجودك نعمة وجبر خاطر"، تعني مواساة كلماتي لكل من أحب حين قالوا :" أنتِ كاتبة قلوبنا"، تعني حب أصدقائي حين لوّحوا إلي من بعيد:"شفاء ابتسامتك سعادة "
تعني كل الأثر الطيب الذي لا يُكلف بضع دقائق، بكم أنتم صُنعت شفاء.
إلى روحي التي أُحب..!
قد لا أكون وصلتُ لكل الأهداف التي أطمح إليها وقد أكون في الربع الأول من خطاي التي تسير على مهل شديد، وأقولها بدون خجل أيضا أنني سقطتُ لمرات عديدة وتخبطتُ كثيرا، لكن وعلى كل حال استعدتُ أنفاسي مجددا، وجررتُ خطواتي مرة أخرى، قد كان طريقي وعرا، وكانت العودة مستحيلة ولا سبيل آخر سوى المضي علّني أصل لـحلو الأيام التي أرجو.
إليّ.. شفاء البسيطة جدا..
لستُ مثالية، لكن إنجاز هذا العام أنني تصالحتُ مع نفسي كثيرا وراضية بما أنا عليه، صحيح أن المرء تمر عليه لحظات يتمنى لو أن الزمن يتوقف لوهلة وتتغير أقدراه رأسا على عقب!
لكنها رحلة الحياة، كل منا يسير وفق رحلته.
في هذا العام أيضا-الذي لم يكن سعيدا بما يكفي ولكن كان مرضيا على الأقل-
أدركتُ فيه العديد من الأشياء وتغيرت نظرتي تجاه الأمور، تعلمتُ فيه العطاء بما لدي وليس بالضرورة أن تدور الأيام علي فقد ينحرف المسير، وأن ما أركض لأجله ليس بالضرورة أن يركض إلي، وأنّ فاقد الشيء يُعطيه، وأن حنية القلب كفيلة لِحب الآخرين وكسب ثقتهم.
وأخيرا أدركتُ أن هذه الحياة مليئة بالجمال، بالحب، بالدهشة وبالعظمة وأنها تتسع لي أنا وأنت والجميع.
وتبقى صلاتي الدائمة:
"رب اغفر لي ما مضى وبارك لي في الآتي واجعلني شفاءٌ لكل مَن آوى لقلبي، أمرُ ولا أضر أينما حل وجهي وارتحل".
كل الحب
مني إليّ
٢٠٢١/١٢/٣١
تعليقات