يوميات طالبة جامعية ٢

الثامن عشر من إبريل

إلى العزيز جدا..

ها أنا ! أكتب إليك مساء هذه الليلة وأنا على يقين بقراءتك المتأخرة لها، فالسلام عليك ورحمة من الله تملأ قلبك وحب يستقر في روحك، ثم السلام لمدينة تحتضن صوتك،

أما بعد، فيبدو إلي أنك غارقٌ في عزلة روحية تستعيد بها رونق أيامك، أما أنا فقد أنهيتُ آخر اختبار لي في الفصل الدراسي الثاني عند الواحدة والنصف وانقضى معه فصل متعب وذكرى خالدة..

آه لو تعلم! تنفستُ الصعداء أخيرا! شعور غريب وكأنني تلقيتُ درجاتٌ مرضية للتو، ولكن!

على كل حال لابدَّ وأن نستشعر شعور اللحظة ولا نعكِّر صفوها بلحظة لم تأتِ بعد.

لـنترك هذه التفاصيل جانبا..

هل سبق لك أن قرأت مقولة كازنتزاكي حين قال :"سوف أموتُ وكتب كثيرة في داخلي .."؟!

هذه أنا أيضا أيها العزيز، يؤسفني جدا أن داخلي مملوء وظاهري ثبات، لا زالت هناك أحاديث كثيرة لم تُكتب بعد، وأفكار لم تولد على أرض الواقع، وخيالات لا تُعد، تُرسم ولا تلبث إلا قليلا ثم تُمزق وتُعدم من الذاكرة! لا زال هناك الكثير ويؤرقني التفكير حيال تحقيق كل هذه الرجاءات..

أنا أؤمن وأظنك تؤمن معي بالإرادة، أليس كذلك؟

أؤمن أن لكل فرد منا قدرة على الإنجاز، وأن القمم تتسع للجميع، وكل هذه الإخفاقات ما هي إلا نقطة عبور لإنجاز عظيم، فكما قرأت أن السهم لينطلق بقوة يعود للوراء أولا..

أؤمن أيضا أن المرء لا يَكُّف عن التمني، فكلما حصل على ما يريد، يبدأ في التمني والطموح من جديد..

وأنت أيها العظيم، أشعر بأنك صديق رائع، تُعزِّز الإرادة وتُشجِّع الإنجاز؛ لـهذا سـنشدَّ يدا بعضنا البعض ونسلك طريق المُنى حتى لا نكن كـديكور على هذا الكون كـقول مارمي لابنتها الصغيرة في كتاب نساء صغيرات:"إذا كنتِ تشعرين أن قيمتك تكمن في كونك ديكورا فأخشى عليك يوما أن تعتقدي أنك ديكورا فقط، فالزمن يمحي الجمال، ولكن لا يمحي عظمة عقلك، خفة ظلك وشجاعتك الأخلاقية، وهذا ما أعتز به فيك".

أظنني قد انتهيتُ الآن، آملة ألا تشعر بالملل، فقلمي ينزف بغزارة حين تكن أنت الوِجهة فاعذره من فضلك!

الممتنة لوجودك والمخلصة في حبك

شوش.

‏