عـام الذكـريات
- Writer Shifa
- 21 مارس 2022
- 1 دقيقة قراءة
هذه الليلة تراودني تساؤلات عدة، حنين موجع صَعب الخلاص منه، تُرى كم لبثنا! عام منذ أن غادرت مكاني الآخر، متسعي للحياة، للضحك والمرح والأصدقاء، منذ أن خطوتُ آخر خطوة للوداع دون تلويحة سلام حتى، غادرت دون إدراك مني أنني لن أعود ثانية بوقت قصير، جُل ما خطر على البال هو إجازة الاسبوع فقط ثم نعاود المسير لحلم طال به الانتظار.. ولكن! خابت الظنون، ودمعت العيون واشتاقت القلوب، بلا جدوى بلا فائدة، حديث الغرباء أصبح مُحال، ابتسامات المارة صارت ذكرى، ومشاغبات الأصدقاء صور لا تغيب عن الذاكرة وبين هذا وذاك وجع مستوطن في الفؤاد على حديث لم يُقال بعد، وعلى فوضى لم نعشها بعد، وعلى أيام حلوة ومغامرات انمحت على أدراج الماضي، حياتنا السابقة، دقائقنا المفعمة بالحياة، والضحك حد الاختناق، تُرى هل كان كل ما سبق فلم جميل وانتهى، ذكرى عابرة وغادرت أيامنا.. تساؤل خلفه تساؤل آخر ولا إجابة تشفي الضجيج المستوطن داخل هذه الروح البائسة.. فأي دراسة بلا ذكرى، بلا وقع خُطى الطلاب وضجيجهم، بلا قاعات دراسية بلا زحمة الممرات، بلا أصدقاء وبلا تنقل بين الفصول والمحاضرات، بلا لعب بلا شاي بلا منبهات، بلا مختبر بلا تجارب بلا استمتاع... الأماكن ستعود، ستعود بلا شك، ولكن نحن لن نعود الأماكن بلا أصحاب موحشة، لا حياة فيها لا متعة لا شئ آخر.. هذه الذكريات هي عمرنا هي عمر زهورنا المدعو بعمر العشرينات، وجميع ما سبق يمضي من أعمارنا نكبر سريعا وتغدو محض سراب حنين يا صاح يتآكل ما تبقى من حياة بداخلي إما لقاؤكم وإما الانسلاخ.
تعليقات