خبطة الأقدار
- Writer Shifa
- 9 أكتوبر 2022
- 2 دقيقة قراءة
كانت مختلفة جدا، رقيقة القلب، وعذبة الكلام،
تقرأ كثيرا وتتوقف عند كل نص حزين..
كانت تجرحها قصيدة ويعجز البشر عن فعل ذلك،
كانت كل أمانيها في قصة واحدة وحلم واحد وفارس واحد،
كانت كـطفلة، ذات فستان أخضر ودرب أخضر وقلب أخضر..
وهو في الجانب الآخر يظنها أميرة مدللة من العصر الرومانسي،
أو سيدة لطيفة من الطبقة المخملية..
كان ينتظر منها دهشة تُحلق به في السحب المسافرة،
كان يعتقد أن النهايات جميلة كـبدايتها ..
وكانت هي بداية سعادته،
احتفظ بملامحها الأولى وأناقتها الأولى وسعادتها الأولى..
ولكن ماتت جميع تخيلاته الجميلة حين تقدم لـخطبتها
انخذل حين ضحِكت حد القهقهة
وتصرفت كـفتاة غجرية لا تجيد أساليب المعاملة
هي قالت أنها فتاة شرقية لا تأبه لـخرافات الحب الكاذبة،
أجادت التمثيل أمامهم، خدّعتهم وصدّقوا الكذبة.
مشى بخطوات متثاقلة إلى أن غادر حديقة المنزل
ثم التفت إلى نافذة غرفتها..
مضى مكسور القلب
وهي ترمقه بانتصار
وما إن ابتعد حتى بكت
بكت على كبريائها الذي منعها من الاعتراف بحبها له
بكت على حماقتها..
على ذكريات ماضٍ أليم منعتها من قبول حُبه
كان عزاؤها الوحيد أنه يعلم الله كم أحبته
كان رجلا رومانسيا، وكانت أنثى ذات إحساس صادق،
كان يُرسل لها رسائل الحب كل مساء
وكانت تترقب رسائله بكل حب..
ذات مساء...
انتظرت ساعي البريد حتى غلبها النوم ولم يأتِ
وفي أول الصباح تلقت اتصالا هاتفيا يخبرها فيه أحدهم بضرورة التواجد في العنوان الآتي لأن أحدهم يُصر على رؤيتها بعد حادث أليم..
التقت به وكان باسم كعادته
ابتسامة فيها من الألم العظيم، قاوم الألم لـينطق أخيرا..
قال لها أعلم أنكِ تكابرين..
وأعلم أن رحيلي سـيسرق منك كل اللحظات السعيدة..
سأرحل وأترك الفراغ خلفي..
ستحيط بك الذكريات..
وستفتقدين ساعي البريد الذي يحمل رسائلي اليومية
سيصلني صراخك وبكائك العالي
ولكن سامحيني فقد كان حبي لك صادقا..
لم تتحمل ثقل الموقف
استندت إلى الجدار
ما عادت قدماها تقويان على حمل ثقلها..
أطلقت صرخة هزّت الأرجاء
"لا ترحل فقد كنت امرأة حمقاء"
رحل في مساء ليلة ماطرة
رحل هو ورحلت من قلبها الحياة..
كان قد كتب إليها في آخر رسالة أنه يود اللقاء بها في ليلة شتوية غائمة..
لم يكن يعلم أن اللقاء سيتم ولكن برحيل أحدهما..
هي أجادت التمثيل
صدقها هو ثم رحل
وكلاهما دفع الثمن..
تعليقات