شرفة الدمار
- Writer Shifa
- 21 مايو 2021
- 1 دقيقة قراءة
على شرفة الدمار تقف طفلة الثلاثةُ أعوام، واجمة العينين، بجسد مرتجف، ونظرة خاوية للفراغ الذي خلَّفه القصف الليلي المرعب.. شتاء عَصَف على قلب طفلةِ الوحدة حتى تبَّلدت مشاعرها من فرط الفقد، وصدى الأبواب العتيقة في المكان الموحش ما زال يرِّن على مسامعها للحد الذي يُخال لها أنها مليئة بالحياة.. أحلام هُدمت، آمال حُطِّمت، حتى بات النوم بسلام أعظم أمنية.. سكون إلا من أصوات البكاء، هدوء إلا من أصوات الحطام، وذلك الفراغ المهول في صدر الطفلة ما يملؤه سوى تساؤلات تعيد نفسها "أماه، بربك ما الحياة؟ هل هي ألم وضياع وشتات؟! هل هي دماء وموت واحتضار؟ أطل من الشرفة إلى الكَنفِ الآخر، وأرى أشباهي الأطفال اليتامى، نساء أرامل، وآخر يُعذب وعائلة مُقيَّدة، روح هذا مُلقاة، وأخرى تَلْفظُ أنفاسها الأخيرة.. فقر مُدْقع، أطفال جِياع، مشردون، ضائعون، منفيون بدار الظلمة، سُجناء في بقعة السواد، مُحاطون بالجبابرة، قساة القلوب والطغاة.. طفولة غابرة، صمت غريب وصراخ عالق وسط الحنجرة.. غرباء في بلد سُميّنا فيه "مواطنون" وهذه المباني ما هي إلا أمنيات خُطّت على صفحة النسيان، فقد ضربوا إلى الأبد آمالنا.. وندائي الأخير لأمتي الحيْرى أأستسلم وأحتضر طوعا لأجلكم؟! فـكل الأمور من حولي مؤقتة، والشعور بالأمان مؤقت أيضا قد وهِنت، ذَبِلت ولم أعد كما كنت".
تعليقات